Milad Youssef

يوسف ميلاد

إسمي ميلاد. ولدت في عين مجدلين، في منطقة جزين، عام ١٩٦٥. كنت مهندساً ميكانيكياً. كنت أعمل في شركة الفولفو. عائلتي كانت دائماً تشتبه بانني معجب بإحدى اقربائي. لكنني كنت احتفظ بهذا الحب سراً...  

 

كنت شاباً مرحاً و ضحوكاً . لم أخذ الحياة على محمل الجد. أختي جانيت كانت شركتي المفضلة في اللعب. كنا نمضي الكثير من وقتنا في التخاصم. أما أمنياً، عندما كانت المعارك تشتد و تلزمنا على الإحتواء في الملجأ، كنا نمضي وقتنا في لعب الورق. 

في يومٍ من الأيام، بعد أن فازت في اللعبة، أتيت بفكرة غير صالحة. رميت تفاحةً على جانيت، فأصيب جبينها و بدأت تنزف. عقبت من قبل أبي نتيجة ذلك التصرف. لكن اليوم، جانيت لازالت تتذكر هذه الحادثة وتنظر إلى تلك الندبة الصغيرة فوق عينها، وهي مليئة بالعواطف و المشاعر.

 

اليوم، تلك الندبة وبعض الصور هي كل ما تبقى مني.

 

في ٣٠ آب عام ١٩٨٣، وعندما لم يكن يتخطى عمري ال ١٨ ربيعاً، اختفيت. كنت قد التحقت في الجيش منذ عهدٍ قريب. كنت في مركزي عند حاجزٍ قرب مطر بيروت، على طريق المشرفيه. هنا، اختطفت من قبل رجال مسلحين.

 

نهار الجمعة الماضية، أعلن الصليب الأحمر الدولي جمع عينات من الحمض النووي من عائلات المفقودين للتعريف عن الجثث في المقابر الجماعية.

 

هذه خطوة مهمة جداً، لكنها غير كافية، فيتوجب على السلطات اللبنانية تحديد مواقع المقابر الجماعية و إخراج الجثث. عندها فقط، أحبائي قد يتعرفون على مصيري و قد يكون لهم مكاناً لزيارتي، مكاناً أرقد به في سلام.

 

إسمي يوسف ميلاد، لا تضعوا  قصتي تنتهي هنا.