Stavro Andrioti

ستافرو أندريوتي

إسمي ستافرو. كان عُمري 16 سنة حينَ خَرَجتُ مع أصدقائي ولم أَعُد مُنذُ حينها. كنتُ في صف البروفيه وكنتُ أكرهُ مادةَ التاريخ، لكن أمي دائماً ما كانت تُساعدُني في المراجعة بحيث كانت تُلقي عليّ الدرسَ بشكلِ قصة، وبالتالي كانت تجعل من مادة التاريخ الجافة رواية يَسهُلُ تَذَكُرَها. في المقابل، كنتُ بارعاً في مادة الرياضيات. كنتُ أريدُ أن أُصبح مهندساً كهربائياً.

 

كان لي شقيق يصغَرُني عمراً، لكنهُ توفى قبل بضعِ سنواتٍ عندما أصابت قذيفة شُرفة منزلنا عن طريق الخطأ. وقفتُ بجانبِ أمي ماغي بعد هذه الحادثة وكنتُ لها الدعمَ والسَنَد. لكن الحرب أصَرَّت على الإستمرارِ بنهشِ عائلتي.

 

في السابع من شهرِ تموز للعام 1978 خرجتُ من منزل أهلي الكائن في سدّ البوشرية لألتقي بأصدقائي ولنمضي بعض الوقت مع صديقِنا قبلَ سَفَرِهِ إلى الولايات المُتحدة الأمريكية. صَعدنا جميعاً في سيارة واتَجَهنا إلى منطقة الفنار لإحتساء بعض الشراب ولكي نُوَدِّعَهُ، ولكنَنا لم نستَطع الوصول قط. بعضُ شهود العيان قالوا أنهم قد شاهدوا سيارة صفراء اللون تتوقف ويرتجل منها رجلان مُسلَّحان، ورأوا هذيْن الرجليْن يُجبران أربعة شباب على الذهاب معهما. عائلتي مُقتنعة أن هؤلاء الشباب الأربعة هم أنا وأصدقائي الثلاث، خاصةً بعد أن قام أحد شهود العيان بوَصفِ أحد الشباب بأنهُ طويلٌ وشعرهُ أشقر ويرتدي قميصاً أزرقاً. ذلك الوصف يتطابق تماماً معي ومع ما كنتُ أرتديه ذلك اليوم.

 

بقيت أمي لسنوات عدة تذهب إلى المعتقلات الموجودة في كل أنحاء البلد وفي سوريا للعثور على أيّة معلومة عني. ولكن لم يأتيها أي جواب.

 

اليوم، لم يعد لدى أمي أمل بأنني سأرجع حياً. ولكن كلُّ ما تُريدهُ هو إرجاع على الأقل أصغر الرِفات لتتمكن من دفنِها كما يَنبغي ويكون لديها مكان لتذهب وتحزن وتكون معي.

 

اسمي ستافرو أندريوتي. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا !