Salim Ismail

سليم إسماعيل

اسمي سليم.

بعد أن أمضيت 3 سنوات في العمل  خارج البلاد، عدت إلى لبنان لأتزوج وأؤسس عائلة. كنت أعرف هدى منذ صغرنا  إذ كنا جيران.

كان لدينا طفلة صغيرة، رنا. كنت معتاداأن أعد لها زجاجة الحليب قبل ذهابي إلى عملي في ورشة البناء. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فكنا نذهب للتنزه في الطبيعة حيث كنت أكرس نفسي لشغفي: التصوير الفوتوغرافي. كان من الواضح أن رنا هي شخصيتي المفضلة للتصوير.

 

في عام 1982 إستقبلنا طفلنا الثاني: محمد. بعد ولادته، إنتقلنا لبعض الوقت إلى منزل عائلة زوجتي هدى الذين قدموا لنا المساعدة في رعاية الطفلين. معرفة أنها والأطفال في أمان طمأنني لأنه منذ اغتيال الرئيس بشير جميل، أصبح الوضع في صيدا متوتر جداً.

 

و بعد شهر واحد فقط، في 22 تشرين الأول 1982، أتى رجال مسلحين إلى ورشة البناء حيث كنت متواجداً مع العمال الآخرين. أخذوني أنا وصديقي أحمد، الذي كان فلسطينياً أيضا وتمَ نقلنا إلى مركز الإحتجاز في منطقة الرميلة التي تقع خارج صيدا حيث تم استجوابنا. آخر ما علمته عائلتانا هو أننا نقلنا إلى الجية.

 

كالعديد من زوجات المفقودين، تركت هدى وحدها لتربية طفلينا الصغيرين. وبينما كانت تكافح لتجدني، كانت تحاول أيضاً أن لا تدع حزنها يؤثر على طفلينا وأن تستمر بتوفيرحياة سعيدة لهم كما كانت الحال من قبل.

ولكن في كلِ ليلة، عندما كان الأولاد يأوون إلى الفراش، كان الصمت المخيف يسيطرعلى المنزل. كان غيابي وعدم يقينها بمكان  يعذبانها.

 

اسمي سليم إسماعيل. وإسم صديقي أحمد. لا تدعوا قصصتنا تنتهي هنا.