Salwa Cheikh

سلوى الشيخ محمد

اسمي سلوى. كنت فتاة مرحة مفعمة بالنشاط، و دوما على استعداد لتقديم المساعدة. بعد المدرسة، كنت أعود إلى البيت للمشاركة بالأعمال المنزلية، إذ كنت الأخت الكبرى لثمانية إخوة.

كنت متطوّعة لدى الهلال الأحمر الفلسطيني، أذهب إليهم في وقت فراغي لتقديم العون.

كنت أبلغ ستة عشر عاما. في ذلك الحين، كانت حياتي وأحلامي تشبه حياة وأحلام أي فتاة في ذلك العمر.

لكن في ربيع عام 1976 وبينما كنت أستعدّ لعطلة الموسم، اندلعت معارك عنيفة في حيّنا، إذ بدأ الحصار على مخيّم تلّ الزعتر. أدّى هذا الحصار إلى جعل العديد من الناس محتجزين كرهائن داخل منازلهم ومن ضمنهم عائلتي. دامت المعارك أربعة وخمسون يوماً، نتج عنها المئات من الضحايا. كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر شاهدةً على ذلك بينما كانت تحاول إخراج الجرحى من المخيم.

لكن في 12 آب عام 1976، والمعروف بيوم سقوط المخيم، حاول الآلاف من المدنيين الفرار إلاّ أنّ العديد منهم لم يصلوا إلى برّ الأمان، مثلي تماماً.

إنّني واحدة من العديد من النساء اللواتي فُقدن خلال الحرب الأهليّة اللبنانية، واللواتي لا زال مصيرهنّ غير معروف.

فُقدت كل من زكيّة وسميرة وماري كريستين وكريمان وهنريت وغيرهنّ في تلّ الزعتر وصيدا وغرب بيروت والدامور وعاليه وطرابلس…

أياً كان السبب الذي أدّى إلى فقداننا، وأياً كانت هويّة المسؤولين عن تلك الأفعال، لا تدعوا قصصنا تقع في طيّ النسيان. لا تدعوا قصصنا تنتهي هنا.