Chahine Imad

شاهين عماد

في ذلك اليوم وفي الصباح الباكر، غادرنا قرية الأزونيه في عاليه واتجهنا إلى بيروت. ذهب كل من فريد وأيمن معي. كانا صديقي طفولتي ودوماً ما شاركاني أسعد لحظات حياتي. في ذلك الحين وبينما كنا في السيارة، كنا نتحدّث عن خططنا المستقبلية، ونتخيّل ضاحكين كيف سنبدو بعد مرور عشرين عاماً. لم أكن أعرف كيف سيكون مستقبلي ولم أهتم لأمره كثيراً، إذ كان ذلك اليوم وتلك اللحظة هي الأهمّ في حياتي. كنت سأتزوج بعد بضعة أيام وكان ذلك كل ما يشغل تفكيري وكنت في طريقي إلى دعوة خالي وأقربائي إلى حفل زفافي.

أراد فريد الذهاب في سيارته لإحضار والدته وشقيقاته لقضاء نهاية الأسبوع في القرية. أما أيمن فلم يكن يريد أن يفوت فرصة قضاء بعض الوقت معنا ولذلك قرر مرافقتنا. لم نكن نتوقّع أن تنتهي رحلتنا الممتعة بطريقة مأساوية، إذ لم نتجاوز حاجز بحمدون.

في ذلك الوقت، كان شقيق فريد، غالب، رئيس مركز الشرطة في برج حمود. حاول كثيراً أن يعثر علينا، ولكنّه لم يجد سوى سيارة شقيقه مهجورة في بيروت بالقرب من مركز اعتقال تابع لإحدى الميليشيات التي كانت تقاتل في الحرب.وعلى الرغم من كل محاولاته، لم تعرف أسرنا حتّى الآن حقيقة ما جرى لنا.

لقد فقدنا صباح يومٍ من شهر حزيران عام 1982، قبل أيام قليلة من حفل زفافي.

اسمي شاهين عماد وأصدقائي هم فريد كوكش وأيمن سليم. لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا