Sobhi Rmayed

صبحي رميض

اسمي صبحي. تركتُ مدينة صور، مصقط رأسي، للسكن في بيروت مع زوجتي حسنية. كنا سعداء لبدأ حياة جديدة سوياً وكنا متشوقان للترحيب بطفلنا الذي كان سيولد بعد بضعة أسابيع فقط. 

ليلة اختطافي، كنتُ في منزلي مع ابن عمي مرعي. أما حسنية، فكانت تزور شقيقتها في منطقة الحمرا، فقد كان قد اقترب موعد الولادة لذلك وجود شقيقتها بقربها طمأنها. اما ابن عمي، فقد ترك صور في الصباح الباكر وأتى لزيارتنا وامضاء الليلة لدينا، اذ كان ينوي السفر  في اليوم التالي الى المانيا بهدف لقاء طبيب عيون، فهو خسر بصره جراء حادثة حصلت معه أتلفت فيها شبكة عينه. 

كنتُ مسروراً جداً برؤيته. فعلى الرغم من اختلاف شخصياتنا، كنا مقربيْن كثيراً من بعضنا البعض كوننا كنا قد نشأنا سوياً. كان مرعي شخصاً ذو جسدٍ طويلٍ عارمٍ ولكن كان طبعه خجولاً متحفظاً. أما أنا، فكنتُ قصير القامة ولكن ذو شخصية منفتحة. أحببتُ الحفلات، وخصوصاً حفلات الزفاف حيث كنتُ أرقص الدبكة دوماً. لكن بدلاً من أن تكون سباباَ لتفريقنا، كانت خِلافاتنا مصدر توافقنا. في تلك الليلة وبينما كنا على الكنبة نتحدث، دخلت علينا فجأةً مجموعة من الرجال وقامت باخذنا. 

كنتُ في السابعة عشر من عمري. أما مرعي، فقد كان في التاسعة عشر.

تبقى بقية قصتنا غير معروفة أو على الأقل تفاصيل اختطافنا. 

لكن قصة سلام هي القصة التي كُتبت من دوني. فقد ولدت ابنتي الصغيرة بعد اختطافي ببضعة أيام فقط. 

اسمي صبحي رميض وابن عمي هو مرعي رميض. لاتدعوا قصتنا تنتهي هنا.