
ريّا دواري
اسمي ريّا وكنتُ أماً شابة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً. بعد أن كنتُ قد فقدتُ زوجي، اضطررتُ منذ حينها تربية إبنتي عبير ونسرين بمفردي. وبعد مرور فترة من البأس، استعدتُ قوتي واستقريتُ في وظيفة. كنتُ مسؤولةً عن تنظيم قدوم ومغادرة الشباب والشابات الذين يسعون الى متابعة دراستهم خارج البلاد. كنتُ مسرورةً جداً بالمساهمة في ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الأفراد. وبين تقسيم وقتي ما بين تربية أولادي ومتابعة عملي، كان من الصعب جداً أن أخصص وقتاً لنفسي. لذلك، كنتُ أنتظر بفارغ الصبر عودة بناتي الى المدرسة من أجل إستعادة أنفاسي.
حين أُختطفتُ، كنتُ في طريقي الى سوق الغرب لتسجيل عبير ونسرين في المدرسة. فلقد كنتُ مع أربعة ركاب آخرين حين تم إيقافنا على حاجز بالقرب من منطقة المتحف في بيروت. كانت سامية ومنى وحنان ويونس طلاب شباب متجهين الى سوريا. كان من المفترض أن يكونوا على متن طائرة متجهة الى موسكو حيث كانوا يتعلمون. عوضاً عن ذلك، فُقدنا جميعاً. تم إطلاق سراح السائق فقط الذي قام باخبار عائلتي بالخبر المشؤوم.
كان عمر كل من عبير ونسرين خمسة وستة سنوات فقط. من بعد ذلك، اضطرتا الذهاب الى المدرسة دون وجود والدتيهما. في البداية، كانت آلامهما لا تطاق ولكن مع مرور الوقت خفّ ذلك الألم. لكن لا زال عيد الأم يوماً مؤلماً جداً لهما.
اسمي ريّا دواري. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.