
رمزي عبد الخالق
إسمي رمزي. كنتُ في الواحدةِ والعشرين من عمري وكنتُ ادرسُ في الجامعةِ أمريكيةِ في بيروت. كانت تتمحور حياتي حولَ اصدقائي وعائلتي ولكن لم تختلف حياتي كثيراً عن باقي طلابِ الجامعاتِ في عمري. كان الإختلاف الوحيد هو إضطراري للمرورِ من ضيعٍ وشوارعٍ مجاورةٍ مكتظةٍ برجالِ ميليشياتٍ وحواجز كان من الممكن ايقافي عليها. كنتُ على عِلم بمدى خطورةِ رحلتي اليومية ولكنني لم اتوقع مواجهة أي مشكلة.
هل كان شبابي وتفاؤلي هما ما جعلاني أنكر حصول ذلك الأمرَ معي جاعلين قدري مثل قدر آلاف المساكين في تلك الأيام؟ أم كانت البيئة العلمانية التي تربيتُ بها تحِثُني على نِكرانِ مواجهةِ أي عذاب بسبب طائفتي الدينية المذكورة على أوراق هويتي؟
وفي التاسع والعشرين من حزيران عام 1982 حين مرَّ اصدقائي لاصطحابي من منزلي لم يجدوني. وبعد فترة وُجِدَت سيارتي في مرآبِ إحدى الميليشيات وتم التعرّف عليها من خلال الملصق الجامعة الأميركية في بيروت الذي كنتُ قد وضعتُ على زجاج سيارتي.
بعد مرور 34 سنة على اختفائي ما زال الأمر مصدر ألم وعذاب لعائلتي وأحبائي. غالباً ما تتسأل شقيقتي ديما إن كان خاطفيّ على علمٍ بمدى تأثيرِ أفعالهم على حياة عائلتي واشقائي.
إسمي رمزي عبد الخالق. لا تدعوا قُصَتي تنتَهي هنا.