Nicolas

نيكولا حيدر

اسمي نيكولا وكنتُ رئيس مكتب البريد في منطقة فيع في الكورة. 

 

نفّذتُ مسؤولياتي بدقة شديدة إذ أشرفتُ على الموظفين وحافظتُ على علاقة جيدة معهم ومع أبناء القرية. وبصراحة، دوماً ما كان منزلي مليئاً بالزوار الذين عبروا عن تقديرهم لي وكرمي و حسن ضيافتي. 

 

في سن سبعة وخمسين، لم يكن لدي سوى سنواتٍ قليلة حتى أتقاعد ودوماً ما كنتُ أحلم بالأيام التي أبدأ فيها برعاية أشجار الزيتون لدي بالإضافة الى لعب الورق مع أصدقائي. 

 

لكن في 11 كانون الثاني من عام 1979، تحطمت تلك الأحلام فجأةً. 

 

كانت الأمطار تهطل بغزارة في ذلك اليوم الشتوي. توقفت سيارة أمام منزلي وخرج رجلان منها. طرقوا باب منزلي وقالوا لي أنهم يريدون إرسال رسالة الى أحد أقاربهم. عندئذن، قامت زوجتي أسما بدعوتهم الى الداخل وعرضت عليهم شرب فتجان قهوة. 

 

بعد أن دخلولهم وجلوسهم في غرفة المعيشة، ذكر الرجلان بأن هناك شخصاً ينتظرهم في السيارة. عندها، ذهبتُ الى الخارج لكي أدعوه للإنضمام إلينا. حالما وصلتُ الى السيارة، قام الرجلان باجباري الى داخلها وسرعان ما هربوا وأخذوني معهم.

 

اسمي نيكولا حيدر. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.