Moheiddine

محي الدين حشيشو

في ١٥ أيلول ١٩٨٢، بينما كنت جالساً في منزلي وانا أطالع، إقتحم رجالٌ مسلحون منزلي وطلبوا مني الذهاب إلى التحقيق.

 

ارتعبت زوجتي وأولادنا لكنها امتنعت عن التظاهر خشيةً من تفاقم الأمور اكثر. لكن كان مصيري مهيأً، لم أكن لأعود بتاتاً. 

 

إنتظر كل من أسامة (في ال ١٨ من العمر)، هدى (في ال١٥من العمر)، منى (في ال ١١من العمر) و مازن (في ال٩ من العمر) عودتي على مدى سنواتٍ عديدةٍ. لكن دفعتهم شدة الأوهام الى الهجرة بعيداً من هذه البلاد التي أرغمتهم على العيش بجوار خاطفي والدهم اللذين لم يتم محاسبتهم قطعاً.

 

لم تتوقف زوجتي نجاة يوماً عن المكافحة. رفعت دعوة على ثلاثةٍ من خاطفييي بعد التعرف على هويتهم. واجهتهم للإستماع إلى اعترافاتهم ولمعرفة مصيري أخيراً، وهي مسلحةٌ فقط بشجاعتها وتصميمها.

 

لكنهم سلبوها حتى حق معرفة المصير. وبعد ٢٨ عاماً من المحاكمة و الجلسات المحالة والضغوطات السياسية، اُسقطت كل التهم والدعاوى الموجهة ضد المعنيين الثلاثة.     

 

لكن نجاة لم تستسلم بالرغم من صعوبة ومراراة الواقع. لا تزال صامدةً إلى جانب أهالي المفقودين. لكنه يجدر الذكر انها تمضي كذلك بعضاً من وقتها في المهجر قرب اولادنا الذين لكلٍ منهم عائلاتهم.

 

في ١٥ أيلول عام ٢٠١٢، بعض مرور٣٠ عاماً على اختطافي، أبصرت حفيدتي جنى النور. كانت ولادتها بمثابة فرحةٍ كبيرة لعائلتي لكنها كانت أيضاً صدفةً غريبةً، وكأنها للتأكيد أنه بالرغم من الضغوطات لمنع ظهور الحقيقة، لن ينتسى جدّها أبداً. 

 

إسمي محي الدين حشيشو. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.