
محمد مصطفى
إسمي محمد مصطفى وإذا زرتوا منزلي في مدينة طرابلس، ستروْن صوري تملؤه فهكذا تحافظ زوجتي على وجودي في المنزل. هي أشجع إمرأة عرفتها. وخلال الوقت الذي قضيناه سوياً، أنجبت لي ستة أولاد، غير أنّ اثنين منهما لم ينجوا. كرّست وقتها لتربية إبنيْنا وبنتيْنا وكان يقع أغلب ذلك على عاتقها لأنّني كنتُ أعمل كمهندس معماري متنقّلاً بين عُمان، قطر والرياض وكنتُ أراهم لفترة بسيطة مع مرور الأشهر.
بعد فترة، قرّرت أن أرى أولادي يكبرون معي، وهكذا وفي العام 1987، عدتُ الى موطني. استمتعتُ بوقتي مع عائلتي ولكن لثلاثة أشهر فقط، ففي تشرين الثاني من العام 1987 اقتحم مجموعة من المسلّحين منزلنا في الثالثة فجراً واقتادوني بعيداً.
كنتُ أسمع زوجتي تصيح أثناء تعصيبهم لعينيّ وتقييدهم يديّ، وحينما وضعوني في العربة وضربوني بالعصيّ، كنتُ ما زلتُ قادراً على سماع صوتها. ومنذ ذلك الوقت، لا تزال زوجتي تبحث عني وتذهب الى مراكز الاعتقال في سوريا، في لبنان .. ولم تستسلم حتى مع تلقّيها رسائل تهديد بالقتل. إنّني محظوظ بزوجة شجاعة.
لا تدعوا قصّتي تنتهي هنا.