Mohammad

محمد العويّك

اسمي محمد. جُلَّ ما كنتُ أحب كان عملي بزراعة الأرض. كنتُ أُعاني في المدرسة في صغري إذ لم يكن بإستطاعتي الجلوس طوال النهار خلف طاولة الدراسة. كنتُ دوماً أشعرُ بالملل الشديد، فرغبتي الوحيدة كانت الإنضمام إلى والدي ومساعدته بتحصيل الخيار. أخيرًا وافق والدي أن أُخلي طاولة الدراسة عندما بلغتُ من العمر إثنيْ عشر عامًا ومنذ حينها أصبحتُ أساعدهُ في الحقل. 

 

بعد فترة وبعد أن أصبحت أكبر سناً، حاولت الإلتحاق بالجيش. لكن بعد مرور عامًا واحدًا عُدتُ الى المنزل وأنا متيقّن بأن حمل السلاح لم يكن يناسبني. فبالرغم من كوني شخصًا محبّاً لوطنه، شخصيتي المندفعة وحبي للحرية لم يكونا مناسبيْن لزيّ الجندي الصالح. فكنتُ أفضل لعب دور الحكم مع أشقائي وشقيقاتي وتقديم المساعدة عندما كانوا يحتاجونَ حمايتي.

 

في أحد الأيام من عام 1985 اُصيبت أمي بالإنهيار. كان قد أُلقِيَ القبض على إبن أختها محمود في طرابلس، وقُمتُ أنا – دون أن أفكر بالأمر- بالإسراع لللِحاقِ به والعثور عليه. كان محمود ذو ثلاثة عشر عامًا فقط. وبالرغم من كل جهودي، لم يكن بمقدوري أن أفعل شيء. كِلانا لم نرجع إلى البيت في ذلك اليوم.

 

إسمي محمد العويّك، إبن خالتي اسمه محمود العويّك. لا تدع قصتنا تنتهي هنا.