Moubarak Chalouhi

مبارك شلوحي

اسمي مبارك. 

 

كنتُ مؤهل أول في الأمن العام في سن الستة وثلاثين كما وكنتُ قد عدتُ الى الجامعة من أجل دراسة مادة الحقوق على أمل أن المهارات الجديدة التي قد أكتسبها ستمنحني ترقية في عملي.  بسبب ذلك، إضطررتُ الى سلك طريق مجدل (الواقعة في منطقة البترون) كثيراً من أجل متابعة صفوفي في الجامعة اللبنانية الكائنة في منطقة جلّ الديب. 

 

في أحد الأيام وبينما كُنت أستعدُّ للذهاب الى المنزل، طَلَبَتْ صديقتي نجاة إيصال زميلتنا إبتسام بما انها كانت تسكن بالقرب مني.  

 

حلّ الليل ولم نعد. عندها بدأت عائلاتنا بالبحث عنا ووجدوا سيارتي التيوتا الزرقاء مهجورة في منطقة قريبة من منطقة رأس نحاش. ولكن كنا قد اختفينا وزرعنا مع اختفائنا الشكّ في قلوب عائلاتنا والذين حُرموا من أية معلومات  عن مصيرنا. 

 

لكن بعد مرور بضعة أيام على اختفائنا، طُلبت صديقتنا نجاة للإستجوب في كفر حزير. هناك، لم يستجوبوها ولكن حققوا معها لمعرفة ا إن كانت هي التي كتبت الرسالة الساخرة عن السوريين. وبالفعل، كانت هي التي كتبت الرسالة الى شقيقة إبتسام ساخرةً فيها عن السوريين من حمص والتي تتضمن فيها نكات كانت تتردد عادةً في المنطقة. هذه الرسالة كانت بحوزة إبتسام في اليوم الذي فُقدنا به إذ طلبت نجاة منها إيصالها الى شقيقتها التي كانت تقطن هناك. كان هدف هؤلاء الجنود السوريين هو تهديد نجاة ولإبلاغها بأنها كانت المسؤولة عن إختفائنا. تم إطلاق سراح نجاة بعد ساعاتٍ قليلة ولكن أسئلتها حول مصير أصدقائها لا تزال دون  أجوبة. 

 

اسمي مبارك شلوحي. فُقدتُ أنا وإبتسام. لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا.