Ali Moustafa

علي مصطفى

إسـمي علـي. عندمـا اندلعـت الحـرب، كنـت أعمـل فـي مرفـأ بيـروت. فـي أحـد الأيـام، وبينما كنـت أعمــل، سـمعت طلقـات رصـاصٍ وصراخ ثـم رأيــت أناس يركضون. ســرعان مــا فهمــت مــا الــذي يحــدث. فلــم يكــن لــدي خيــار إلا الفرار لإنقاذ نفســي. وجـد البعـض مـن عمـال المرفـأ مـأوى لهـم فـي مكاتـب زمالئهـم الذيـن لـم يكونـوا ً مستهدفين، نظرا لانتمائهم الديني. أمـا أنـا فقـد قـررت الفـرار عـن طريـق البحـر مـع آخرين مثلـي.

ولكن كان قد فات الأوان، إذ لم يكن لدي الوقت الكافي للهرب. 

كل ذلــك حصــل فــي 6 كانــون الأول عــام 1975 ،أثنــاء اليــوم المشؤوم المعــروف بإسـم ”السـبت الأسـود“.كنت فـي الخامسـة والعشـرين مـن عمـري، وكان ابنـي لا يتخطـى الشهرين مـن عمـره. لـم تسـتطع زوجتـي الـزواج مجـددا، إذ كانـت سـتضطر إلـى إعـلان وفاتـي ولـم يتمكـن أقربائـي مـن فعـل ذلـك، لأنهـم شـعروا بـأن هـذا يعنـي التخلّي عني.

أنـا واحـد مـن مئـاتِ الضحايـا المجهولـي الهويـةِ الذيـن ماتوا فـي ذلـك اليـوم، والذين ترفض أسـرهم التخلــي عــن حقهـم فــي معرفــةِ مصيرهــم. ”ُألقــوا فــي البحــر“ أو“نقلــوا إلــى منطقــة أخــرى فــي بيــروت لدفنهم“ هــي الإجابات الوحيــدة التــي وصلتهم حتــى اليــوم.

إسمي علي مصطفى. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.