
علي حمادة
إسمي علي حمادة، وُلِدتُ في العام 1971 في عائلة صغيرة تتكوّن من أمّي نايفة وأنا. كل يوم، كانت توصلني الى المدرسة وهي في طريقها الى مكاتب صحيفة السفير حيث كانت تعمل. من فترة الى أخرى، كنا نستمتع بالمغامرات القصيرة هربا من أدغال مدينة العنف لزيارة بيت جدّي في القماطيّة، والتي تبعد حوالي 17 كلم عن العاصمة.
لسخرية القدر، فُقِدتُ بعد إحدى هذه المغامرات ! كان يوم الإثنين، وكنت في طريقي الى بيروت بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع جديّ. التاريخ، 26 آذار 1984 !
في طريق العودة الى المدينة، أقلّني صديق للعائلة في سيارته وكان من المفترض أن يوصلني الى تقاطع المتحف غير أنّنا لم نعد لعائلاتنا في نهاية المطاف، وببساطة اختفينا. كتبت أمّي عدّة مقالات في صحيفة السفير على أمل أن تصلني. لقد رَجَتْنِي ألا أسمح لخاطفيّ أن يزرعوا بذور الشر فيّ، وألا أدعهم يسلبونني براءتي وروح الطفل فيّ. كتبت أنّنا سنهجر البلاد حالما أعود، وعن رغبتها في حمايتي من أيّ خطر ولكنّ ذلك لم يحصل فأنا لم أعد أبداً !
وفي السابع والعشرين من كانون الأوّل 1984، وفي التاسعة مساء، تملّكها اليأس وأنهت حياتها.
كنتُ في الثالثة عشر حينما انتهت قصّتي، اليوم الذي حُرِمت أمي الأرملة من إبنها الوحيد. كثرٌ فُقِدوا مثلي خلال الأيام الدمويّة للحرب الأهليّة، وما زال أهلهم ينتظرون معرفة ما حصل لهم.
لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا.