Georges Abi Nakad

جورج أبي نَكد

إسـمي جـورج. كنـت أعشـق كـرة القـدم كمعظـم الشـباب فـي سـنِي. كانـت أختـي دائمـا تقـول لأصدقائـي ممازحة: "إذا كنتـم تبحثـون عـن جورج ولـم تجـدوه، فاذهبوا ً إلـى ملعـب كـرة القـدم، هنـاك حتما سـتلاقونه". كـم أتمنى لـو كان ذلـك صحيحـا َ الان... بعـد أن تخرجـت  مـن الثانويـة ،كنـت  أنتظـر فرصتـي للالتحاق بالكلية الحربية. فــي تلــك الأثناء، كنت منشغلا  بالاعتناء بوالدتي التــي كانــت مريضة حينِهــا، كمـا كنـت أسـاعد والـدي فـي عملـه.

فــي 19 تمــوز مــن العــام 1983 ، وبينمــا كنــت أقــود شاحنة البيك-أب متّجهــا مــن زحلـة إلـى بيـروت، فـي مـكان مـا علـى الطريـق، اختَفْيت. شـاء القـدر أن يكـون ذلـك اليـوم هـو اليـوم الوحيـد الـذي صـودِف فيـه عـدم مرافقـة والـدي لـي للعمـل، إذ كان مريضا و أجبـر علـى البقـاء فـي المنـزل.

بعـد أن فقِـدت، أصبـح أبـي يلـوم نفسـه دائمـا لعـدم وجـوده معـي فـي ذلـك اليـوم. كمـا أنـه قـام بـكل مـا بوسعه لإيجـادي، فباع أرضه المزروعة و تراكتـوره لكـي يتمكن أن يدفـع المـال إلـى أشـخاص لقـاء معرفة مـا الـذي حـل ّ معـي، لكـن كان كل ذلـك مـن دون نتيجــة. أمي لــم تــفــقــد الأمــل يومــا، وكانــت دائمــا بانتظار عودتي إلــى البيــت  يومـا مـا. بقيـت تنتظرني حتـى آخر نَفـسٍ لهـا. كانت دائمـا ً توصي أخوتي قائلة لهم: ”اذا متت قبل ما يجي جورج، بس يجي اطرقولي طرقتين على القبر“.  إذا لم أستطع أن أعود حيا، أودّ أن أُدفن بسلام قربها.

 اسمي جورج أبي نَكد. لا تدعوا قصّتي تنتهي هنا.