Gergi Hanna

جرجي حنا

في أيلول عام 1985، وتنفيذاً لطلب لجنة الأبحاث التي أنشئت في الجامعة اللبنانية، تم تعليق جميع الصفوف في معظم كلّيات الجامعة لمدة ساعة. إنً هذا العمل الرمزي بالإضافة الى التجمع الذي أقيم في نفس اليوم، كان قد نُظّم لطلب الإفراج عن عدّة أساتذة قد تم خطفهم واعتقالهم وهم: مها حوراني، راجي خوري وجرجي حنا.

إسمي جرجي وكنت أحد الأساتذة المخطوفين. كنت أستاذ هندسة إلكترونية.

لقد أتممت دراستي في ألمانيا بفضل منحة دراسية قدمت لي. حصلت على شهادة دكتوراه كما تعرّفت على زوجتي باربرا. بعد أن كنا قد أمضينا مدة 12 سنة هناك، قررنا العودة إلى لبنان مع ابنتنا دوريس.

كنا نقطن في منطقة جدايل بالقرب من جبيل وكنا نقود السيارة الى بيروت بشكل يومي للذهاب إلى العمل. كانت باربرا تدرّس في معهد العاملية وأنا في كلية العلوم في الحدث. لكن عندما أصبح التنقل خطراً علينا، قررنا أن نستأجر شقّة في ساقية الجنزير. ولكن بعد أن حاصر الجيش الإسرائيلي بيروت، قامت زوجتي وابنتانا بالذهاب إلى منزلنا بالقرب من جبيل لأنه آمن أكثر، وذلك قبيل سفرهنّ إلى ألمانيا لكي تعود ابنتيّ إلى المدرسة بينما يهدأ الوضع الأمني في بيروت.

في العاشر من أيلول عام 1985، أي قبل يومين من عودة عائلتي إلى لبنان، تم اختطافي بينما كنت في طريق العودة إلى البيت من كليّة العلوم التي نقلت مؤقتاً إلى جانب الأونيسكو. لقد أوقفني حاجز مؤلف من عدة رجال مسلحين في منطقة تلة الخياط مقابل تلفزيون لبنان.

بقي مصيري مجهولاً بالنسبة لعائلتي وأقربائي لمدّة تزيد عن 10 سنوات إلى أن تم إطلاق سراح معتقل من السجون السورية والذي قام حينها بالتواصل مع أقربائي وإعلامهم بأننا كنا معتقلين سوياً، وبأنّني كنت قد اعتقلت سنتين في لبنان ومن ثمّ تمّ نقلي إلى سجن المزّة في سوريا.

بعد سماع ذلك الخبر الرهيب، قام أقربائي بالذهاب إلى ذلك السجن. استطاعوا أن يقرأوا إسمي على لائحة التسجيل ولكنهم مُنعوا من مقابلتي. السبب الوحيد لاعتقالي والذي حصلوا عليه هو بأنني مُتهم بالعمالة وأنني قد حُكمت بالمؤبد.

بالرغم من التحرك الذي قامت به عائلتي وأصدقائي وزملائي وتلاميذي، إلا أنه لم يتم قطّ الإفراج عني.

إسمي جرجي حنا. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.