Hussein Fneish

حسين فنيش

إسمي حسين، كنت في السابعة عشر من عمري وكنت أدرس في مدرسة خُضر الثانوية (في بيروت). كنت شاباً طموحاً ومجتهداً أحلم بأن أصبح يوماً ما طبيب أسنان. كنت قد وعدت شقيقتي فاطمة بأنّها ستكون مريضتي الأولى.

ولكنّ الحرب وضعت حدّاً لكلّ أحلامي.

في أحد الأيام من عام 1976، اندلع حريق في حيّنا بالقرب من مكان سكني. اضطررت وعائلتي أن نخلي منزلنا تاركين جميع ممتلكاتنا. انطلقنا أنا ووالدتي زاهية بالسيّارة، متجهين نحو منطقة الأشرفيّة. إلاّ أنّه تمّ توقيفنا على حاجز تفتيش بعد مغادرتنا بدقائق قليلة.

أجبرنا رجالٌ مسلّحون أن نترجّل من السيّارة وقاموا بفصلنا.لحسن الحظّ، تمّ إطلاق سراح أمّي ولكن للأسف لم يحالفني نفس الحظّ.

لقد مضى على تلك الحادثة أربعون عاماً، وحتىّ اليوم لم تسمع عائلتي عني أيّ خبر.

من حوالي عشر سنوات، كانت شقيقتي فاطمة في سيارة أجرة، وظنّت بأنّها رأتني أسير في الشارع. تسارعت دقات قلبها ممتلئة بالأمل، وطلبت من سائق الأجرة أن يرجع قبل أن أغيب عن نظرها. ولكن للأسف، كان مجرّد شخص له نفس لون شعري وتسريحته.

بعد مرور سنوات عدة، تعتقد فاطمة أنني على الأرجح قد توفّيت. ولكنّ قلّة المعلومات حول مصيري، تبقيها وعائلتي في حالة شكّ مستمرّة. ذلك الشّك الذي يجعل من الصعب على جروحهم أن تلتئم. مهما كانت الحقيقة، فإنّ شقيقتي مستعدّة لتقبّلها إذ أنّها بحاجة لأن تعرف.

إسمي حسين… قصتي لا تنتهي هنا.