
عبد و علي حمادي
إسمي عبد. كنتُ أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً وكنتُ قد حصلتُ على شهادتي في الهندسة الميكانيكية من جامعة في الإتحاد السوفياتي سابقاً حيث كنت قد درستُ.
في اليوم الذي فُقدتُ به، كنت أجلسُ أمام المنزل. اشربُ فنجان قهوة واستمتع بدفء الشمس الخريفية. لقد عدتُ إلى لبنان منذُ بضعةِ أيامٍ وكنتُ أتسائلُ عن مستقبلي في لبنان وإحتمال الهجرة مجدداً بدافعِ إيجاد العمل.
كان المنزل هادئاً. إذ كانت عائلتي تقضي فصل الشتاء في منطقة القماطية.
فجأة، إندفعَ مسلحون الى أمام منزلي. وطلبوا أخي علي. سألتهم من قبل من كانوا وما الذي يريدون منه. ولكن انتابهم الغضب وأخذوني أنا وأخي.
وبينما كانت تتملكني الصدمة، لاحظتُ في تلك اللحظة أن كلّ تلك السنوات المليئة بالعنف والجرائم التي كنتُ محمياً منها عندما كنتُ خارج البلاد، جعلت إختطاف الناس شيئاً سهلاً حتى ولو كان ذلك في منتصف النهار ودون الحاجة إلى تغطية الوجوه.
قالوا الجيران لأحبائنا بأن كان هناك سيارة من نوع مازدا، حمراء اللون تحوم حول المنزل قبيل اختطفنا.
علمت عائلتي فيما بعد بأننا كنا جزء من المجموعة التي تم اختطفها وقتلها إنتقاماً من مقتل الرئيس الذي اغتيل مؤخراً.
واليوم، ما زالت عائلتي تعيش في ذلك المنزل الذي أُخذنا منه. وغالباً ما تقف والدتي على الباب، تنظر نحو الطريق. تتساءل إن كان وجودها في المنزل قد مكّنها من إيقاف الإختطاف.
إسمي عبد حمادي وأخي هو علي حمادي، لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا.