
عبـد الـرؤوف أحمـد خليـل
إسـمي عبــد الرؤوف. كنــت ً شــخصا ً نشيطا ً وطموحا لا يتجـاوز عمــري الستة والثلاثون عاما . عــدت إلــى لبنــان للعمــل كتقنــي مختبــر فــي منطقــة البربيــر بعــد دراسـتي الطـب فـي جامعـة القاهـرة فـي مصـر. وفـي نهايـة اليـوم، كنـت ُ أخـرج مـع اصدقائـي إلـى مقهـى يدعـى "مريلانـد" فـي منطقـة الروشة، والـذي استبدل اليـوم بفندق ال"موفنبك". كنــت ُ اذهــب دومــا ً إلــى طرابلــس حيــث انشـأت لــي معرضــا لبيـع السـيارات. كنـت ُ أمـر إلـى منـزل والدتـي بعـد كل رحلـة لـي إلـى هنـاك لاعطائهـا الحلــوى التــي كانــت تحبهــا.
جميـع اقربائي يتذكرون حبي للبنان إذ سنحت لـي فرص كثيـرة للسـفر ولكنـي كنت دائمــا متشوقا للبقــاء فــي هــذا الوطــن. وكذلــك لــم أفوت أي فرصــة للتجــول فــي لبنـان مـع أخي طـلال الـذي كان يرافقنـي في كل مغامراتي. وإحدى تلـك المغامرات، والتـي كانـت عزيـزة جـدا علـى قلبـي، هـي مشـروعي التعليمـي الـذي كان يهـدف إلـى تحسـين ثقافـة الشـباب فـي وطنـي. كانـت خطتي تتضمن إنشـاء كليـةٍ مهنيـةٍ حيـث يتأهل الطلاب لدخـول مجـال العمـل بطريقـة أفضـل. كانـت لدي طموحات كثيرة لوطني لبنـان. وكنـت امتلك الكثيـر مـن الطاقـة للاسـتثمار.
إلا أن كل ذلـك توقـف فـي ذلـك اليـوم المصيـري فـي شـهر أيلـول عـام 1982 عندمـا فقـدت أثنـاء عودتـي إلـى طرابلس.
تعذب والداي كثيرا لجهلهما مصيري وقد توفيا دون أن يعرفا ما حدث لي.
إسـمي عبـد الـرؤوف أحمـد خليـل، ولطالما أحببـت وطنـي, ولكـن يبـدو أنـه قـد تخلـى عنـي. لا تدعوا قصتـي تنتهـي هنـا.