
اسكندر زخريا
إسـمي اسـكندر. كانـت عائلتـي تناديني بإسـم ”اليكـو“. ف ُ قِ دت فـي 5 َّ ايار عـام 1985 ِ ُ ـع َ شـهادَة الماجسـتير فـي ُتاب ُ و كنـت ُ أبلـغ مـن العمـر 28 ُ سـنة. كنـت ً طالبـا ً طموحـا أ التســويق فــي الجامعــة األميركيــة في بيروت بينما ُ كنت ُ أعمل في بنــك ال HSBC. َبْي َ ـل ُ اختفائـي كنت قد ُ كان ح ُ لـم ُ حياتـي هـو إنشـاء شـركتي الخاصة. فـي الحقيقـة، وق ُ اشـتريت مسـاحتي الخاصـة لبدءِ هـذا المشـروع. ولكـن لـم تسـنح لـي الفرصـة لذلـك.
كنـت َ دائـم ِ اإلنشـغال، مـا بيـن الجامعـةِ والعمـل ُ ومسـؤولياتي فـي المنـزل. إذ ت ِّوفـي ِ ُ سـنواتٍ . وم ُنـذ َ ذلـك ُ الوقـت، كنـت َ المعيـل ُ أل ُ سـرتي. وفـي ع ِطـل َ والـدِ ي قبـل عشـر ُ نهايـةِ األ ُ سـبوع، كنت ّ أحب ّ أن أسـهر مـع رفاقي. وكانـت أختي الصغرى لينا تتوسـلني ِ باسـتمرار للذهـاب ً معـي. وأحيانـا كنـت آخذهـا معنـا حتى لـو لمجـرد جعلِ ها تبتسـم.
كنــت ّ مســتقرًا فــي منطقــة المصيطبــة؛ كانــت منطقــة تتمركــز فيهــا الكثيــر مــن الميليشـيات. فـي أحـد األيـام، أتـى رجـا ّ ن للتكل ُ ـمِ معـي عندمـا كنـت ِ فـي المنـزل مـع َ والدتـي وأختـي. طلبـت منهمـا أن يكل َ ماني في منزلـي و لكن َ هما هددا بـأن يأخذا عائلتي بأكملهـا إذا لـم أتعـاون وأذهـب معهمـا.
فذهبت ً معهما خوفا على حياة والدتي وأختي. ولم ُيَر ُ أو ي ْسمع ُ عني شيء منذ ذلك الحين.
تسـاءلت ّ لمـاذا أنـا؟ لمـاذا اتـوا إلـى منزلـي وأخذونـي؟ لـم أكـن متور ًطـا فـي السياسـة ً ولـم أكـن تابعـا ّ إلـى أيـة ميليشـيا. ربمـا السـبب هـو وظيفتـي فـي البنـك؟ فـي بحثهـا ِ مـن األشـخاص ّ الميئـووسِ منـه إليجـادي، اكتشـفت والدتـي أن ُ ـه قـد اختطِ ـف الكثيـر ً الذيـن يعملـون فـي القطـاع المصرفـي أيضـا.
إسمي اسكندر زخريا. ال تدعوا قصتي تنتهي هنا.