Ahmad Khanji

أحمد خانج

إسمي أحمد ولديّ شغفٌ للإلكترونيات. شغفي شديدٌ لدرجةِ أنه بإمكاني قضاء ساعاتٍ طويلةٍ أعملُ على معداتي وأقومُ بتجاربٍ في مختلفِ أنحاءِ المنزلِ. أحد اختباراتي كانت تطويرَ بابِ منزلِنا لكي يفتحَ بكبسةِ زرٍ. يبدو الأمر عادياً في الحاضر ولكن في تلك الأيام كان من علاماتِ الإبتكار!

كنتُ أعملُ في محمصة الأمين لكسبِ عيشي. ساعدني عملي على إعالةِ والدتي وأخوايّ واختي. كنا نعيشُ سوياً في منطقة الميناء في طرابلس. كنا على مقربةٍ من بعضنا البعض وزادت صِلتنا ببعض بعد وفاةِ والدي.

في شهر أيلول عام 1985 تدهورت الأوضاعُ الأمنية في طرابلس. غادرتُ طرابلس بسببِ الأحوالِ وبقيتُ في عكار عند إحدى اخوتي. في تلك الأيام كان جميع اخوتي الكبار يقطنونَ بعكار. طلبتُ من والدتي واختي الصغرى مرافقتي  لأنني علمتُ بأنهم سيكونونَ على مأمنٍ هناك. 

دفعني تصميمي لإحضارِهم إلى عكار وإلى المغادرةِ إلى الميناء بصحبةِ إثنين من اصدقائي. ولكن في طريقِنا إلى طرابلس تم توقيفُنا على حاجزِ الملوله.

بعد مرورِ بضعةِ أيام، وجدَ اقربائي سيارتي المهجورة قربَ الحاجزِ. عندما سألوا الجنودَ هناك عن مكانِ وجودنا اجابوهم بأننا نخضعُ للإستجوابِ وسيتم الإخلاءَ عن سبيلنا قريباً. كنتُ في الرابعة والعشرين ربيعاً.

منذُ ذلك اليوم وتحلمُ بي أختي مراراً. تتخيلُني عائداً للمنزلِ بجسمٍ هزيلٍ وبثيابٍ ممزقةٍ ومتسخةٍ. تتخيلُني وأنا أسألُها عن سببِ عدمِ بحثِها عني لتلك المدةِ الطويلةِ. 

إسمي أحمد خانجي وإسم أختي جاذبة. وهي لا زالت تلومُ نفسِها لعدمِ إيجادي حتى الأن. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا.