
ابراهيم الكبش
اسمي ابراهيم الكبش. هذا الإسم يظهر في سجلات جميع مراكز الشرطة في صيدا.
"ابراهيم الكبش، فُقد في 4 تشرين الأول من عام 1984"
بعد عدة محاولات لإيجادي، رأى والدي بأن هذا هو ملاذه الأخير وإعتقد ودون أن ترتفع آماله كثيراً، أن يطلب من جميع مراكز الشرطة التحقيق في مصيري وأن هذا سيزيد فرص العثور عليّ. وبعد مرور ستة عشر عاماً فقط على تسجيل ولادتي، قدِم والدي نحو السلطات مجدداً وذلك لتسجيل اسمي بينما كان الألم يتملك قلبه.
قال لهم الذي كان يعرفه، رغم قلتها: أخبرهم بأنني كنتُ أُساعده في عمله – إذ كان والدي يعمل كطباخاً في كفتيريا في مستشفى حمود في صيدا – وإنني أردتُ أن أدرس الفندقية بسبب تأثير والدي وعمله عليّ. في اليوم الذي فُقدتُ به، ذهبتُ الى المستشفي لإيقاف دراجتي التي كُنتُ إشتريتها مؤخراً وذهبتُ لإمضاء الوقت مع أصدقائي على الكورنيش. ومنذ ذلك اليوم، لم يسمع والدي أي نبأ عني.
كانت تلك القصة هي القصة التي كان يرددها والدي عشرات المرات لضباط الشرطة، رغم أنه كان على علم بأنهم لا يستطيعوا مساعدته وبأنهم كانوا يستمعون اليه دون إتقان أو تبصر.
مرّت أيام وأشهر عدة والمعلومة الوحيدة التي وصلت عائلتي هي أنه قد وقع إنفجار في اليوم الذي فُقدتُ فيه. وينبغي أن تكون تلك المعلومة دون ذكر أي تفاصيل أُخرى، تفسيراً لما حدث لي. وفي أعين الناس، كُنتُ قد توفيتُ ووجب على عائلتي الحداد عليّ وعدم السؤال عن مصيري.
ولكن بعد مرور إثنان وثلاثون عاماً، بغضّ النظر عن الوقت الذي كان قد مرّ، ما زال الشكّ يراود عائلتي حول مصير فقداني ولا زال ألم فقداني عميق في عائلتي.
اسمي ابراهيم الكبش. قصتي لا تنتهي هنا.